إعداد/ الإعلام التربوي:
“أصبحت معاقاً بعد أن كنت اتمتع بكل قواي الجسمية”.. هكذا قال هذه الكلمات أستاذ اللغة العربية (محمود ثابت سعيد) الذي يمر هذه الإيام بوضع صعب للغاية جعلته في حالة تيهان وأحايين أخرى تجده شارد الوعي والحزن والغضب يملان قلبه، فقد أصيب بطلقة نار طائشة في إحدى ساقيه.. بدأ قصته عندما كان في الفصل يشرح لطلابه درس (الضمائر) فسمع أزيز الرصاص إثر نزاعات مسلحة بجوار المدرسة فخروج مسرعا من المدرسة دون التفكير بأخذ بأسباب الأمن والسلامة.
بسبب عدم الوعي كانت الإصابة
في ظل النزاعات المسلحة التي تشهدها أغلب مناطق اليمن تعكس بخطورتها على المعلمين، وجراء هذا الاقتتال تعرضت الطلاب والمعلمون إلى إصابات نتيجة عدم وعيهم برنامج الأمن والسلامة (قبل، أثناء، بعد) النزاع المسلح وفي ظل اللاوعي من قبل الإدارات المدرسية والمعلمين والطلاب والتي أصبحت حياتهم أكثر عرضة للخطر.
ولا يقتصر التأثير السلبي عند النزاع المسلح على المعلمين بإصابات جسدية وحسب، ولكنه يذهب بعيداً إلى ترك صدمات نفسية شديدة بين أفراد المجتمعات المتضررة،وما يزيد هذه المأساة انعدام الرعاية، وعدم الوعي بوسائل وطرق الأمن والسلامة يقود دائما للأسوأ!.
معاناة معلم
وبعد فترة العلاج انضم الأستاذ محمود ليلحق بالمئات من المعاقين جسديا.. ومن جانبه قال أحد زملاء الأستاذ (محمود) من المعلمين في المدرسة الذي يعمل بها “إصابة محمود موعظة لنا، فنحن حالياً بصدد العكوف بدراسة برنامج الأمن والسلامة لمدارس أكثر أمانا – وهو مشروع تنفيذه منظمة (سيفر يمن) يمن أكثر أماناً، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي – في مدرستنا بمن فيهم مدير المدرسة والمشرفون الاجتماعيون ليتمكنوا من تحديد ومساعدة أنفسهم من أي مكروه طارئ خاصة حال على العودة إلى المدرسة والخروج منها بشكل طبيعي أثناء النزاعات حتى لا تنعرض على ما تعرض له الأستاذ محمود لجهله بعدم متابعة طرق الأمن والسلامة للمدراس”.
ويقول الأستاذ محمد حسين الدباء مدير عام الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي بديوان وزارة التربية والتعليم في حال وجود نزاع مسلح على الإدارة المدرسية والمعلمين اتخاذ الخطوات التالية: “التواصل مع الجهات الأمنية والشخصيات الاجتماعية القريبة من المدرسة ببذل الجهود لإيقاف الاشتباكات المسلحة، وكذا التواصل مع مكتب التربية بالمديرية والمحافظة وإبلاغهم بالحادث والبت السريع في معالجة هذا النزاع المسلح الذي يلقي بخطورته على حياة المعلمين والتلاميذ، وكذا التواصل مع السلطة المحلية والأمنية بالمديرية، وفي حال تعرضت المدرسة للقصف يجب إخلاء المبنى المدرسي ونقل التلاميذ فوراً إلى أقرب مكان آمن، ويتجنب نقلهم إلى مبان وأماكن حكومية قد تكون هدفا محتملا للقصف، وإذا كان القصف خارج المبنى المدرسي فيجب عدم ترك المدرسة ونقل التلاميذ إلى الدور السفلى وجلوسهم بعيداً عن النوافذ مع توفير غطاء لهم”.
المعلمون وتأثيرات النزاع
تنوعــت آراء المعلميــن بشــأن ســبل التقليــل مــن تداعيــات النــزاع علــى التعليــم، وبشــكل أساســي، منهــم أن إيجــاد بيئــة آمنــة وقليلــة المخاطــر أمــر ضــروري لتخفيــف آثــار النــزاع علــى التعليــم، وهــذا يشــمل خفــض وتيــرة النــزاع وتوقفــه فــي المحيــط المباشــر للمدرســة، وتجنيــب المعلميــن والتلاميــذ، علــى حــد ســواء، المخاطــر التــي تواجههــم، وتأميــن الطريــق إلــى المدرســة. ويســاعد الدعــم النفســي والمــادي للمعلميــن فــي تقليــل تداعيــات النــزاع علــى التعليــم وجهة نظر مــن المعلميــن كمــا يعمــل الدعــم النفســي علــى اســتمرار العمليــة التعليميــة، والتغلــب علــى كثيــر مــن الصعوبــات النفســية مــن وجهــة نظــر (19,7 %) من المعلمين، وأكد (18,7 %) من المعلمين الذين تمت مقابلتهم أهميــة تكثيــف أنشــطة التوعيــة المجتمعيــة بأهميــة برنامج السلامة الآمنة للمدارس أكثر أمانا، وتوسيــعها لتشــمل إدارات المدارس والمعلمين والتلاميــذ والأســر فــي الأرياف, والمــدن علــى حــد ســواء. وفــي الســياق ذاتــه ذهــب (7,6 %) من المعلمين إلى إعادة تأهيل المدارس المتضررة جزئيا واستئناف التعليم فيها.
مدارس مرت بنزاع مسلحة
مرت أغلب المدارس في اليمن بالعديد من النزاعات المسلحة، ومع ذلك لا يوجد لديها أدنى وعي أو معرفة ببرنامج الأمن والسلامة للمدارس لمساعدة إدارة المدارس والمعلمين على تخطي آثار تلك النزعات بل وتكاد أغلب الإدارة المدرسية تجهل تماماً برنامج الأمن والسلامة، وعليه أصبح لزاما على القائمين على العملية التربوية والتعليمية أن يعوا ويستوعبوا برنامج الأمن والسلامة.